حاخام يهود سوريا يدعو الكونغرس لإلغاء قانون قيصر تسهيلاً لعودة الجالية

الكاتبة :دينا بطحيش

وجه الحاخام الأكبر للطائفة اليهودية السورية في نيويورك ” يوسف حمرا” رسالة إلى الكونغرس الأمريكي لإلغاء قانون “قيصر” بالكامل ورفع العقوبات عن المجتمع السوري.

تحذير من التعديل 3889 في قانون الدفاع الوطني

ووفقًا لما ورد ضمن البيان: “باسم التراث اليهودي في سوريا(JHS) ، أعبّر عن بالغ قلقي حيال التعديل رقم 3889 على التعديل رقم 3748 من قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2026 (NDAA)، الذي قدّمه السيناتور ليندسي غراهام.”

معتبرًا أنّ هذا التعديل من شأنه أن يفرض آليات العودة التلقائية (Snapback) والتي ستمدد قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا إلى أجل غير مسمّى، متضمنًا أحكامًاأشد قسوة من تلك التي فُرضت في فترة فظائع نظام الأسد. إن رفع عقوبات قيصر أمر جوهري من أجل، ترميم المعابد والمقابر اليهودية، حماية التراث اليهودي الفريد وغير القابل للتعويض، إلى جانب إعادة إحياء مجتمع متعدد الأديان في سوريا بعد أكثر من ثلاثين عامًامن المنفى.

وأشار الحمرا إلى أنه “بحال اتم اعتماد هذا التعديل فمن شأنه أن يكون مدمّرًا للجالية اليهودية في سوريا، كما أنه سيؤدي – من خلال عرقلة إعادة إعمار البلاد – إلى خطر انهيار كامل للاقتصاد والمجتمع السوري، الأمر الذي سيفتح الباب أمام الجماعات المتطرفة ويعرّض اليهود السوريين إلى مخاطر جسيمة.”

بيان باسم التراث اليهودي في سوريا

بيان باسم التراث اليهودي في سوريا

بعد سقوط النظام، وبدعم من الحكومة السورية المؤقتة، بدأت جاليتنا في العودة، وإعادة ترميم المعابد والقطع الأثرية بالغة الأهمية، وتأهيل المقابر، والتواصل مجددًا مع وطننا الأم. وتتطلب هذه الجهود بيئة سياسية مستقرة يمكن التنبؤ بها، تشجّع على الاستثمار، وصون التراث الثقافي، والعودة الآمنة للاجئين“.

تحذير من مخاطر انهيار الاقتصاد

لقد كان قانون قيصر لعام 2019 أداة ضرورية حتى سقوط النظام، إذ ساهم في محاسبة الجناة. غير أنّ الإبقاء عليه بشكل دائم سيعيق بشدة عملية التعافي بعد ثلاث عشرة سنة من الدمار، ويحول دون عودة المجتمعات المهجّرة. لذا فإننا نؤكد على أنَالقانون يجب أن يُلغى بالكامل ومن دون أي احتمال لإعادة تفعيله. إن أي محاولة للإبقاء عليه ستشكل كارثة، إذ ستُثبّت العقوبات بشكل دائم، وتمنع الدعم الدولي والخاص لمشاريع التراث الديني والثقافي، وتجمّد جهود إعادة الإعمار في الوقت الذي تبدأ فيه الأقليات السورية، ومن ضمنها جاليتنا، في إعادة البناء وسط اقتصاد هش للغاية.

محاسبة دقيقة لمجرمي الحرب دون معاقبة للمجتمع

إننا في مؤسسة التراث اليهودي السوري (JHS) نؤيد المحاسبة الدقيقة والمحددة لمجرمي الحرب والمنتهكين لحقوق الإنسان. ولكن بعد أن أدّت العقوبات غرضها، فلا يجوز أن تتحول إلى عائق أمام إعادة بناء المجتمعات المتعددة الأديان أو أمام حماية التراث اليهودي في سوريا.

وعليه، نهيب بأعضاء مجلس الشيوخ الموقرين أن يصوّتوا بـ لا على التعديل رقم 3889، وأن يدعموا بدلًا من ذلك الإلغاء الكامل لـ قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019.

إن هذه السياسة وحدها هي التي ستتيح لمجتمعات سوريا المتنوعة، بما في ذلك الجالية اليهودية الصغيرة والتاريخية، أن تعود وتعيد بناء ذاتها وتحافظ على تراثها للأجيال القادمة.