قراءة سياسية في زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن

الكاتبة : سهى المناصرة

تثير زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن موجة واسعة من التحليل السياسي في الأوساط الأمريكية والدولية، بعد أن رأت فيها منصّات غربية خطوة تحمل تحوّلًا استراتيجيًا في موقع سورية الإقليمي، وتفتح بابًا جديدًا أمام علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة، تتجاوز منطق الاحتواء والعقوبات نحو مرحلة الانفتاح والحوار المؤسسي.

موقع سورية الإستراتيجي..

تبدو زيارة الرئيس أحمد الشرع وكأنها نقطة انعطاف حقيقية تعيد تموضع دمشق داخل معادلات الشرق الأوسط. فبعد سنوات طويلة من العزلة، تشير نبرة التغطيات الإعلامية الأمريكية إلى استعداد محسوب لإعادة تقييم الدور السوري، بما يتقاطع مع تغيرات أوسع في بنية الأمن الإقليمي. ويبدو أن واشنطن باتت تنظر إلى سورية كطرف يمكن دمجه في هندسة التوازنات الجديدة، بدل استبعاده أو الضغط عليه عبر أدوات الردع التقليدية.

دور سورية الإقليمي والدولي..

حدث دبلوماسي يشير إلى الرؤية الأمريكية لطبيعة النظام السوري الجديد ودوره الإقليمي والسياسي.. ضمن سياسة تفصيلية أولى لهذه المعطيات.

ـ تحول الخطاب الأمريكي: من مفهوم الاحتواء إلى الانفتاح الاستراتيجي.. والابتعاد عن محور “الردع والعقوبات” إلى محور “الفرصة والتحول”.

ـ الشرع بخطابه المتوازن وتحركاته الإقليمية أعاد تعريف موقع سورية ضمن ما يسمى هندسة الأمنية الجديدة الشرق الأوسط..

ـ تبرز عدة تقارير شخصية الرئيس الشرع يجسد نقطة تحول من “القيادة الثورية” إلى “القيادة المؤسسية” بناء دولة في علم السياسة..

ـ من منطلق عبور سياسي كامل، ضفة الصراع الإقليمي إلى ضفة الشرعية الدولية.. بما تسمى إعادة تأهيل جيوساسي.. وتدخل سورية في معادلة النظام الدولي الجديد كفاعل مستقل وشرعي..

البعد الإقتصادي والدبلوماسية التنموية..

بعد أن حظي ملف الإقتصاد بمساحة معترف بها، ركيزة تحول من اقتصاد “العقوبات إلى اقتصاد الفرص” ومن الممكن أن تمهد هذه الزيارة لتأسيس شراكات في مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا الزراعية، مما يجعلها أول تجربة دبلوماسية تنموية بين واشنطن ودمشق في تاريخ البلدين..

ـ مبدأ الجغرافيا السياسية

تعتبر زيارة الشرع للبيت الأبيض إعادة التمركز الإقليمي لسورية، ونقطة اتصال بين محورين من الجغرافيا السياسية العالمية الراهنة:
“محور الشرق الصاعد” ـ
محور “التحالف الغربي العربي الجديد”..

ـ فباتت زيارة الشرع إلى واشنطن ليست مجرد حدث دبلوماسي، هي إشارة استراتيجية إلى مرحلة إعادة تعريف الدور السوري الإقليمي..

ـ في قراءة منظومة العلاقات الدولية، كانت زيارة وعي جديدة من العالم إلى سورية، سبقتها زيارة وعي بنيوية من سورية إلى العالم..