من العزلة إلى العالمية: نيويورك تستقبل الشرع
الكاتب : حسن رملان
بعد أن كان اسمه على قوائم المطلوبين دوليًا، يصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى نيويورك في 21 أيلول 2025 للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتّحدة، ليصبح أول رئيس سوري يُلقي كلمًة منذ أكثر من نصف قرن، في تحولٍ دبلوماسي تاريخي يعكس قدرة سوريا على العودة إلى الساحة الدولية بعد سنواتٍ من العقوبات والعزلة.
أهداف الزيارة ورسائلها
الزيارة حملت جملًة من الأهداف، أبرزها السعي إلى رفع العقوبات الدولية وتحفيز الاقتصاد السوري، ودعم الانتخابات البرلمانية المقررة في الخامس من تشرين الأول، إلى جانب تعزيز الاستقرار الإقليمي والحوار الوطني، وفتح أبواب التعاون الدولي من أجل إعادة الإعمار بعد سنوات النزاع الطويلة.
على هامش أعمال الجمعية، عقد الشرع سلسلة لقاءاتٍ مهمة مع قادة ومسؤولين دوليين. فقد ناقش مع وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو ملف رفع العقوبات وتعزيز التعاون الأمني، كما التقى عددًا من أعضاء الكونغرس الذين ركزوا على قضايا تمثيل الأقليات وملف العقوبات. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد تناول معه مسألة إعادة الإعمار وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
مشاهد رمزية ولقاءات مؤثرة
وفي قمة “كونكورديا” كان اللقاء الأبرز مع الجنرال الأمريكي المتقاعد ديفيد بترايوس، حيث قال الشرع:
“من الجيد أننا كنا في ساحة المعركة والآن ننتقل إلى ساحة الحوار. مَن مر بالحرب يعرف أهمية السلام.”
ورد بترايوس قائلاً:
“رؤيتك قوية وواضحة، وحديثنا هذا ملأني بالأمل.”
كما خصص الشرع وقتًا للقاء الجالية السورية في نيويورك، بما في ذلك الجالية اليهودية السورية، حيث جرى التأكيد على دعم جهود إعادة الإعمار والاستقرار والسلام، مع إعلان بعض أفرادها استعدادهم لتقديم دعمٍ مالي مباشر.
وهكذا مثلت الزيارة تحولًا دبلوماسيًا بارزًا، انتقلت فيه سوريا من العزلة والعقوبات إلى منصة الحوار الدولي، فاتحًة آفاقًا جديدًة للتعاون وإعادة الإعمار، وسط اهتمامٍ إعلامي عالمي يعكس التغيرات المتسارعة في الشرق الأوسط.

مقالات قد تعجبك أيضاً

