قسد بين مخاض المرحلة الأخيرة وتعثر اتفاق 10 آذار:
سيناريوهات مفتوحة على مستقبل متقلب
فريق التحرير
تشهد مناطق شمال وشرق سوريا حالة من الترقب المشوب بالقلق في ظل تعثر تنفيذ اتفاق 10 آذار، الذي كان يُنظر إليه كفرصة لإحداث انفراج سياسي وإداري في المنطقة. ومع غياب أي خطوات عملية لتنفيذ بنوده، تبدو قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أمام مرحلة حساسة تُشبه المخاض الأخير قبل الدخول في مرحلة جديدة تتعدد احتمالاتها وتتصاعد حساسية موازينها.
أسباب تعثر اتفاق 10 آذار
تعثر الاتفاق يعود إلى مزيج من العوامل الداخلية والخارجية؛ فالتباينات داخل قسد والإدارة الذاتية، وتعدد دوائر اتخاذ القرار، واشتداد الضغوط الإقليمية والدولية المتعارضة، جميعها أسهمت في إدخال الاتفاق في دائرة الجمود. وأمام هذا الواقع، باتت قسد مطالبة بإعادة تقييم خياراتها وتوجهاتها في ظل متغيرات سياسية وأمنية سريعة.
الضغوط الداخلية والخارجية
على المستوى الداخلي، تتصاعد المطالب الشعبية بإصلاحات سياسية وإدارية، في وقت بدأت فيه تحالفات قسد الدولية تعيد ترتيب أولوياتها، الأمر الذي يضعها أمام اختبار صعب بين تلبية متطلبات الداخل والحفاظ على توازناتها مع الخارج.
وتستغل القوى المناوئة اللحظة الحالية لمحاولة الضغط ميدانيًا وسياسيًا، ما يزيد من تعقيد المشهد
السيناريوهات المحتملة لمستقبل قسد
وفي ظل هذا التداخل، تبدو الأيام المقبلة مفتوحة على عدة سيناريوهات واضحة:
1. إعادة إحياء الاتفاق
ضغوط أو ضمانات دولية قد تعيد تحريك الاتفاق نحو التنفيذ، ما يفتح الباب أمام خطوات تدريجية لإعادة ترتيب المشهد السياسي وتخفيف الاحتقان.
2. تصعيد سياسي أو أمني
استمرار التعطيل قد يفضي إلى توترات ميدانية محدودة أو إعادة خلط للأوراق بين القوى المحلية، بما يجعل الساحة أكثر هشاشة.
3. إعادة هيكلة داخلية داخل قسد
احتمال إجراء تغييرات في القيادة أو آليات اتخاذ القرار بهدف امتصاص الضغوط، وتقديم صورة أكثر تماسكًا أمام الحلفاء والشارع المحلي.
4. استمرار حالة الجمود
وهو السيناريو الأكثر واقعية على المدى القريب، حيث تبقى الملفات الأساسية دون تقدم، بانتظار متغيرات قد تأتي من خارج حدود المنطقة.
خلاصة المشهد
في المحصلة، تقف قسد عند مفترق طرق جديد، يتطلب قرارات واضحة وحسابات دقيقة.
وبين مخاض المرحلة الأخيرة وتعثر اتفاق 10 آذار، تبقى الأيام المقبلة مفتوحة على احتمالات قد تغيّر شكل المشهد السياسي في شمال وشرق سوريا بصورة عميقة.






