الرقة والسويداء تغلي… ميليشيات تقتل وتسجن والأهالي يثورون ضد قسد والحرس الوطني

الصحفي: أحمد السخني

تصاعد التوتر في السويداء ومحاولة "انقلاب داخلي"

شهدت محافظة السويداء تصاعدًا حادًا للتوتر خلال الأيام الماضية، بعد محاولة ما وصفه الحرس الوطني بقيادة حكمت الهجري بـ”انقلاب داخلي” ضد سلطته، وهو ما أثار مواجهات داخلية واعتقالات واسعة.

شن الحرس الوطني حملة اعتقالات طالت أقارب شخصيات محلية وقيادات مقربة من موفق طريف، بينهم:

  • العقيد صلاح ركاب

  • العقيد سمير شرف الدين

  • المقدم أكرم بوحسون

إضافة إلى معارضين من مختلف التوجهات والولاءات، بما في ذلك أقارب الشيخ سليمان عبد الباقي.

واستهدفت الحملة أيضًا مجموعات مسلحة حاولت تحدي سلطة الهجري، مما أدى إلى اقتتال داخلي محدود بين الفصائل المسلحة المختلفة. وتشهد الحملة اقتحام البيوت والتعدي على النساء والأطفال أثناء البحث عن “مطلوبين”، ما زاد من حالة الغليان والغضب الشعبي.

شهادات من داخل السويداء

قال أحد الشهود، س.م:

“دخلوا بيوتنا كأننا أعداء، أخذوا شبابًا وأطفالًا من وسط البيت، والمشهد كان مؤلمًا للغاية.”

وأضاف ر.ح:

“هذه التصرفات تذكرنا بأساليب النظام المخلوع، التعذيب والاعتقالات وإرسال رسائل ترهيب مباشرة للأهالي.”

 

فيديو صادم ووفاة تحت التعذيب

في تطور مروع وصادم، سجلت قوات الهجري فيديو يظهر فيه الشيخ رائد المتني أثناء تعرضه للاعتداء وحلق شواربه قسريًا، قبل وفاته نتيجة التعذيب والإهانات، وهو ما أثار حالة من الغليان بين الأهالي.

ويؤكد المراقبون أن مقتله جاء نتيجة محاولته المشاركة في تمرد شعبي ضد سيطرة الحرس الوطني في السويداء.

ممارسات قسد في الرقة وغضب شعبي متصاعد

في ريف الرقة الشرقي، قُتل الشاب محمد الحسن تحت التعذيب على يد ميليشيات قسد بعد ساعات من اعتقاله من منزله في قرية خس هبال بمنطقة الحوس، وسلم جثمانه لذويه يوم الجمعة، وسط استياء وغضب السكان.

شهادات من الأهالي

قال أحد السكان، ر.ن:

“لم نتوقع أن يحدث هذا لشاب معروف بيننا بحسن خلقه، الطريقة التي اعتقلوا بها ابننا وأودوه بدون سبب صادمة لنا جميعًا.”

وأضاف م.ع:

“الأهالي يشعرون بالخوف، ولكن الغضب أكبر، فالناس لم تعد تتحمل هذه الممارسات.”

 
انتفاضة شعبية تلوح في الأفق

في تطور لافت في الرقة، بدأت المدينة تشهد ملامح انتفاضة شعبية ضد قوات قسد، حيث ظهرت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية عبارات مناهضة للسلطة على جدران المباني العامة والمدارس.

شعارات مناهضة لقسد

في ناحية الجرنية غرب الرقة، كُتبت عبارات على جدران مبنى بلدية الشعب مثل:

  • “الجيش السوري قادم”

  • “تسقط قسد”

  • “حكومة دمشق تمثلنا”

وفي الريف الغربي، تحديدًا قرى المحمودلي وبيرصناع، ظهرت كتابات مماثلة على جدران المدارس، فيما كتب أحدهم على باب الحديقة المرورية في وسط المدينة:

“جاك الدور يا مظلوم عبدي”

وهي إشارة إلى قائد قوات قسد.

قال أحد سكان الرقة، س.ع:

“الشعور بالظلم دفع الناس للتعبير عن غضبهم بهذه الطريقة، الجدران أصبحت صوتنا عندما تغيب العدالة.”

وقد كثّفت قسد من دورياتها في المناطق التي شهدت هذه الكتابات لمحاولة السيطرة على الوضع ومنع أي تحركات احتجاجية قد تتطور.

استمرار القمع وانتهاكات حقوق الإنسان

يصف المراقبون تصرفات الحرس الوطني وقسد بأنها استمرار لنمط القمع والترهيب الذي اعتمدته أجهزة النظام المخلوع، من التعذيب والاعتقالات التعسفية إلى تسليم الجثث وفرض السيطرة بالقوة على السكان.

وتطالب المصادر المحلية والمنظمات الحقوقية بـ:

  • التحقيق الفوري في هذه الحوادث

  • محاسبة المسؤولين

  • ضمان حماية المعتقلين من التعذيب والمعاملة القاسية

 

تسلط هذه الحوادث الضوء على استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات مسلحة، وضرورة وضع آليات فعالة لمراقبة عمليات الاعتقال والاحتجاز، إلى جانب البحث عن حلول تحمي المدنيين وتقلل من تصاعد التوتر، خصوصًا مع بروز مظاهر الاحتجاج الشعبي في الرقة.