قسد تماطل تنفيذ اتفاق 10 آذار لتحقيق مكاسب استراتيجية وضغط تفاوضي

فريق التحرير

تتأخر قسد في تنفيذ بنود اتفاق 10 مارس ليس نتيجة ضعف أو إهمال، بل كرّاسة سياسية لمحاولة تعزيز أوراق تفاوضية، خاصةً في ظل الانقسامات الداخلية وضغوط متعددة. تسعى للحفاظ على صلاحياتها العسكرية والاقتصادية، خصوصًا في مناطق النفط مثل دير الزور، إذ تعتبر أن أي تنفيذ سريع قد يلحق بها خسائر كبيرة من حيث السيطرة على الموارد.

الرهان على الدعم الخارجي

من جهة أخرى، تراهن قسد على دعم خارجي — دولي وإقليمي — لتأمين موقع تفاوض قوي مع دمشق.
هي تستخدم تباطؤها كورقة ضغط لإجبار الجانب السوري على تقديم تنازلات إضافية، بما في ذلك ضمانات دولية لحماية مصالحها.

التصعيد الميداني كورقة ضغط

التصعيد الميداني المتكرر من قبل قسد، مثل الاشتباكات في خطوط التماس أو قصف متبادل، يعكس رغبتها في إرسال رسالة مفادها أنها ليست طرفًا يتهاون، بل لديها قدرة عسكرية يمكنها تفعيلها إذا لم تُمنح شروطًا مناسبة.

التحفظ على التنفيذ الجزئي

كما أنها تتحسس من التنفيذ الجزئي للاتفاق، خصوصًا بدء التطبيق من مناطق معينة فقط (مثلاً البدء بدير الزور)، لأن ذلك قد يؤدي إلى تخفيض نفوذها في بقية المناطق إذا لم تكن هناك ضمانات متوازنة.

الانقسامات الداخلية داخل قسد

داخل قسد نفسها، هناك انقسامات حول مستقبل الاندماج:

  • بعض الأجنحة تدعم الاندماج الكامل مع الدولة السورية.

  • أجنحة أخرى تخشى أن يؤدي ذلك إلى تراجع نفوذها السياسي والعسكري، خصوصًا إذا جرى حل بعض تشكيلاتها أو إعادة هيكلة قيادة قواتها.

الزيارات والمفاوضات كغطاء سياسي

إضافة إلى ذلك، تعمل قسد على استخدام زيارة وفد من قيادتها إلى دمشق ومفاوضات اللجان الأمنية والعسكرية كغطاء سياسي لتأخير التنفيذ الفعلي، بينما تواصل استثمار ملفات مثل تعديل الدستور أو الضمانات الدولية كجزء من استراتيجية تفاوضية أوسع.

باختصار، تماطل قسد ليس فوضى، بل قرار محسوب: هي تريد تأمين أكبر قدر من المكاسب قبل أن تلتزم بالكامل، والتصعيد الحالي جزء من لعبة ضغط تفاوضي عليها ضمان حقوقها واستقلاليتها ضمن الدولة السورية.