حي الأندلس في الرقة.. ثماني سنوات من الفقر والمعاناة بعد “التحرير المزعوم”

الكاتب: الصحفي أحمد السخني

مرت ثماني سنوات على ما يُسمى بـ”تحرير” مدينة الرقة على يد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لكن حي الأندلس شمال السكة لا يزال يعيش مأساة حقيقية.
الفقر أصبح جزءًا من حياة السكان اليومية، الطرق مدمرة، شبكات المياه والكهرباء شبه منقطعة، والمحلات التجارية تكاد تغلق أبوابها بسبب ركود الحركة الاقتصادية، فيما لم تصل المعونات الإنسانية الأساسية إلا بشكل محدود.

معاناة الحياة اليومية

حياة الأهالي اليومية صعبة للغاية، خاصة مع هطول الأمطار، إذ تصبح الحركة شبه مستحيلة على الطرق المدمرة والموحلة، ما يزيد من معاناتهم في تأمين حاجياتهم الأساسية.
من الصباح الباكر وحتى الليل، يسعى السكان لتوفير الماء الصالح للشرب، والوقود لتدفئة منازلهم، والمواد الغذائية، بالإضافة إلى التنقل عبر شوارع محفوفة بالمخاطر.

الأطفال والنساء الأكثر تضررًا

الأطفال هم الأكثر تضررًا، فهم بلا مدارس مجهزة، والفعاليات التربوية شبه معدومة، بينما تواجه العائلات صعوبة بالغة في الوصول إلى أي رعاية صحية.
المراكز الصحية قليلة وغالبًا ما تكون فارغة من الأدوية أو المعدات الطبية، وكبار السن يعانون من المرض دون علاج كافٍ، فيما تواجه النساء صعوبات مضاعفة في تأمين حاجيات أسرهن اليومية

شهادات من الأهالي

أحد السكان يقول:

“نعيش في فقر دائم. لا ماء مستمر، لا كهرباء، لا تدفئة في الشتاء، ولا دعم غذائي حقيقي. حتى الطعام أصبح رفاهية نادراً ما نصل إليها.”

وتضيف سيدة من الحي:

“الأطفال هم الأكثر تضررًا. نشعر بالعجز ونحن نشاهدهم يعانون كل يوم. نطالب بعودة الحياة إلى حي الأندلس، ليس شعارات عن تحرير لم نشعر به، بل حياة حقيقية.”

شاب آخر يؤكد:

“الوضع لا يُطاق. لا مدارس، لا صحة، لا مياه نظيفة. نطلب فقط أبسط الحقوق، لكن كل شيء يغيب عن حينا.”

الإهمال المتواصل وتهميش الأحياء الفقيرة

يشير الأهالي إلى أن قسد خصصت معظم الموارد المالية لتعزيز قوتها العسكرية والأحياء التي يقطنها تابعيها، بما في ذلك حفر الأنفاق وبناء التحصينات وتطوير مواقع استراتيجية، بينما تُركت الأحياء الفقيرة والمدنية مثل حي الأندلس تعاني الإهمال.
هذا التركيز العسكري أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من الطرق والجسور وتهالك شبكات الكهرباء والمياه، ما زاد من معاناة السكان اليومية وجعل التنقل شبه مستحيل أثناء هطول الأمطار

مشاريع متوقفة ومعونات محدودة

الأحياء الفقيرة مثل حي الأندلس لم تُدرج ضمن أولويات إعادة الإعمار.
المشاريع المعلنة منذ عام 2017 لم تُنفذ بشكل ملموس، والمعونات الإنسانية غالبًا ما تُوجه إلى مناطق أخرى، ما يعكس شعور السكان بأنهم منسيون بالكامل.
يشعر الناس بأن أصواتهم غير مسموعة، رغم مرور ثماني سنوات على التحرير.

مطالب الأهالي

الأهالي يطالبون بخطة عاجلة تشمل جميع الخدمات الأساسية:

  • مياه نظيفة

  • كهرباء مستمرة

  • مدارس مجهزة

  • مرافق صحية

  • دعم للأسر الفقيرة

يؤكدون أن أي تجاهل للأحياء الفقيرة يضاعف معاناتهم ويزيد شعورهم بالهشاشة، ويضعف الثقة بالمؤسسات المسؤولة عن إعادة الإعمار والخدمات المدنية.


حي الأندلس.. نموذج للمعاناة المستمرة

يبقى حي الأندلس نموذجًا حيًا للأحياء المنسية في الرقة، حيث الفقر والمعاناة أصبحا واقعًا يوميًا، والطرق المدمرة تحول كل هطول مطر إلى كابوس حقيقي للناس.
التركيز على الإنفاق العسكري في الأحياء التابعة لقسد بدلًا من تحسين حياة المدنيين جعل الحياة اليومية في الحي صعبة جدًا، والناس ينتظرون تدخلًا عاجلًا يعيد لهم حقوقهم الأساسية ويمنحهم حياة كريمة بعيدًا عن الجوع والفقر والإهمال المستمر.