الجزيرة على حافة الانفجار: قسد تُعسْكِر المجتمع وتفتح الباب لصدامٍ واسع
فريق التحرير
تواصل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) فرض حملات تجنيد واسعة في محافظة الحسكة تحت مسمى “الدفاع الذاتي” و”الدفاع الشعبي”، مستهدفة الشبان والشابات وحتى الموظفين ضمن مؤسساتها المدنية.
وتتم عمليات الاستدعاء عبر قوائم جاهزة، إضافة إلى نشر حواجز مؤقتة وتنفيذ مداهمات داخل المدن والبلدات لاعتقال المتخلّفين أو الرافضين للالتحاق.
تصعيد ميداني وتعبئة مجتمعية
بالتوازي، تؤكد مصادر محلية أن مجموعات كردية تتلقى تدريبات عسكرية متقدمة، فيما يُجري عناصر محسوبون على قسد عمليات توزيع لأسلحة خفيفة على عائلات محددة في المنطقة الشرقية، خطوة يراها السكان مقدمة لتحويل المجتمع إلى بيئة مُسَلَّحة بالكامل، ما يعزز المخاوف من انزلاق المنطقة نحو صدام أهلي.





نفوذ حزب العمال الكردستاني وتأثيره
تأثير حزب العمال الكردستاني (PKK) داخل مؤسسات قسد يبرز بشكل أوضح خلال الأسابيع الأخيرة، عبر تبنّي سياسات أمنية تعتبر الجزيرة خط دفاع استراتيجي ضمن مشروع الحزب الإقليمي.
وتقول شخصيات اجتماعية إن هذا النهج “يفرض رؤية تنظيمية لا تراعي خصوصية المنطقة وتوازناتها”، الأمر الذي يرفع مستوى الاحتقان بين المكونات العربية والكردية والسريانية.
تهديدات السلم الأهلي وتصاعد الاحتقان
ويرى وجهاء محليون أن عسكرة المجتمع وفرض التجنيد الإجباري وتمكين مجموعات مقاتلة ذات ولاء خارجي، يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم الأهلي ويخلق بيئة قابلة للاشتعال في أي لحظة.
ويضيفون أن تجاهل الاعتراض الشعبي المتصاعد، سواء عبر الاحتجاجات أو بيانات العشائر، يعني أن الجزيرة تسير نحو مواجهة داخلية أو صدام متعدد الأطراف قد تكون كلفته كارثية في منطقة تعاني أصلًا هشاشة أمنية وسياسية واقتصادية.
تآكل المساحات المدنية وهجرة الشباب
كما يشير ناشطون إلى أن تصاعد سطوة الأجهزة الأمنية التابعة لقسد، وفرضها قيودًا على الحركة والاجتماعات والأنشطة المدنية، يساهم في تآكل المساحات المدنية لصالح الهياكل العسكرية، وهو ما يعتبره السكان “وصفة جاهزة للانفجار”.
وتتحدث مصادر محلية عن أن هذه الإجراءات تدفع الشباب للهجرة، وتثقل حياة السكان بالضرائب الإلزامية والغرامات، وتزيد من شعور عام بأن المنطقة تُدار وفق إملاءات تتجاوز إرادة مجتمعها.
بين رواية قسد ومخاوف السكان
وبينما تؤكد قسد أن قراراتها تأتي “لحماية المنطقة من التهديدات الخارجية”، يرى الأهالي أن السياسات الحالية قد تُنتج تهديدًا داخليًا أكبر، في وقت يكفي فيه الشرق السوري شرارة واحدة ليدخل في دوامة عنف جديدة.






