أنفاق قسد في الرقة: شبكة موت تهدد المدنيين والبنية التحتية
الكاتب : حسن رملان
قوات سورية الديمقراطية (قسد) تحفر الموت تحت أقدام أهالي الرقة
تستمر ما تسمى قوات سورية الديمقراطية (قسد) في حفر شبكة من الأنفاق تحت أحياء الرقة، ما يزيد معاناة السكان ويضيف بعداً جديدًا لانتهاكاتها المتكررة، والتي تشمل القتل والتهجير القسري والتجنيد الإجباري للأطفال. وتشكل هذه الأنفاق تهديدًا مباشرًا للبنية التحتية ولأمن السكان، وتكشف عن تجاهل صارخ للقوانين الدولية وحقوق المدنيين في مناطق النزاع.
أحياء محاصرة بالقلق والرعب
يعيش أهالي الرقة تحت تهديد دائم بسبب أنفاق قسد.
يقول أبو محمد من حي الجميلي لمنصة سورية_Syria Platform إن انهيار طريق في شارع الوادي يوم 26 آذار كشف عن نفق تحت الأرض أنشأته قسد، موضحًا أن الحفر حول المنازل يضع السكان في مواجهة مباشرة مع خطر حقيقي، حيث يعيشون تحت ما يشبه القنابل الموقوتة وسط قلق ورهبة لا تنقطع.
خطر التربة وتعقيد شبكة الأنفاق
أكد المهندس عبد الرزاق عليوي، الخبير في السدود والموارد المائية، في تصريح له أن الأنفاق التي حفرتها “قسد” في الرقة والطبقة، حيث ترتفع مستويات المياه الجوفية، تشكل تهديدًا مباشرًا للهياكل والمباني القائمة فوق الأرض.
وأوضح عليوي أن التنظيم أنشأ شبكة واسعة من الأنفاق في مختلف مناطق الرقة، تمر تحت مستشفيات ومدارس وعدد كبير من المباني العامة، محذرًا من أن ترابط هذه الأنفاق قد يؤدي، في حال انهيارها، إلى أضرار واسعة النطاق تشمل أحياء كاملة.
وتشير المصادر المحلية إلى أن عمليات الحفر شملت مواقع استراتيجية مثل دوار النعيم، والبانوراما، والمشفى الوطني، ومعسكر الطلائع، وجسر الصوامع، ومطحنة الرشيد. وامتدت هذه العمليات لتطال أحياء مكتظة بالسكان مثل الفردوس. كما أقامت قسد سبعة أنفاق على طول خط سكة القطار في جسر الرومانية، وثلاثة أنفاق غرب المنطقة، ونفقًا في محيط الملعب الأسود، ونفقين قرب حديقة جواد أنزور، وثلاثة أنفاق في شارع الجميلي، وثلاثة أخرى في منطقة الصوامع، ما يجعل هذه الشبكة منظومة معقدة وواسعة تشكل خطرًا كبيرًا على المدينة وسكانها.
الرقة.. مدينة فوق شبكة موت
لم تعد الرقة مجرد مدينة محتلة، بل أصبحت شبكة موت تحت الأرض تحاصر سكانها بلا رحمة.كل شارع وكل حي يخفي فخًا يهدد حياة الناس وممتلكاتهم. وما تقوم به قسد ليس مجرد أعمال حفر، بل استراتيجية تهدد المدنيين بشكل مباشر، وتكشف عن تجاهل فاضح لأبسط قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان.
أصبحت النساء والأطفال رهائن لهذه الأنفاق، يعيشون خوفًا مستمرًا وكأن حياتهم معلقة فوق صفيح ساخن.
العالم لا يستطيع البقاء صامتًا أمام هذا العبث، والمنظمات الحقوقية ملزمة بالتحرك السريع لمحاسبة قسد وإجبارها على التوقف عن هذه الانتهاكات، وحماية سكان الرقة من كارثة إنسانية وشيكة.
كل يوم يمر من دون تدخل يضاعف الخطر ويقرب المدينة من انهيار شامل، حيث تصبح الرقة أسيرة شبكة تحت الأرض استغلتها قوى مسلحة لتوسيع نفوذها على حساب أرواح المدنيين الأبرياء