الرقة تُختطف: انتهاكات ممنهجة لحرية التعبير على يد ميليشيا قسد
في محافظة الرقة، حرية التعبير أصبحت جريمة
تشهد مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، وتحديدًا في محافظة الرقة وريفها، تزايدًا خطيرًا في الانتهاكات ضد حرية التعبير، حيث بات مجرد نشر رأي على وسائل التواصل الاجتماعي كافيًا لاعتقال صاحبه بتهمة “الإرهاب”.
في هذا التقرير، نرصد مجموعة من الحالات الموثقة التي تؤكد أن قسد تمارس سياسة تكميم الأفواه بشكل ممنهج، وسط صمت حكومي كامل، وغياب أي رقابة قانونية أو حقوقية
محمد مكري الهادي: 3 سنوات سجن بسبب منشور
في 2025، أصدرت ما تُعرف بـ”محكمة الإرهاب” التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) حكمًا بالسجن لثلاث سنوات على المواطن محمد مكري الهادي، من أبناء قرية السلحبية في ريف الرقة الغربي.
السبب؟ منشور على فيسبوك انتقد فيه ممارسات قسد الأمنية في المنطقة.
الهادي كان قد اعتُقل قبل شهرين، دون مذكرة قضائية، وتم احتجازه في ظروف وصفتها مصادر محلية بأنها “قاسية وغير إنسانية”.
عبد المنعم الخلف الجنعان: اعتقال 6 أشهر وتهمة الإرهاب
في حالة مشابهة، اعتقلت ميليشيا قسد المواطن عبد المنعم الخلف الجنعان، واحتجزته قرابة 6 أشهر، قبل أن تُحيله إلى المحكمة العسكرية بتهمة “الإرهاب”.
مصادر حقوقية أكدت أن التهمة الوحيدة الموجهة له كانت منشورًا على فيسبوك عبّر فيه عن رأيه، دون تحريض أو دعوة للعنف.
من المتوقع أن يُصدر بحقه حكم بالسجن لعدة سنوات، ما يثير القلق بشأن تحويل القضاء إلى أداة سياسية للقمع.
الطفلان الحمادي: سنتان في السجن لمجرد الاحتفال
من أبشع الانتهاكات التي وثقتها مصادر محلية، الحكم بالسجن لمدة سنتين على طفلين هما:
محمود إسماعيل الحمادي
محمود غزوان الحمادي
جريمتهما؟ الاحتفال بسقوط النظام السوري السابق.
الحكم يعكس مستوى غير مسبوق من القمع الذي لم يستثنِ حتى الأطفال، ويشكل انتهاكًا واضحًا للاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل.
الإعلامية هبة كوسا: تعذيب بسبب بلاغ كيدي
في حادثة أثارت غضبًا واسعًا على وسائل التواصل، اعتُقلت الإعلامية هبة كوسا من قبل أجهزة الاستخبارات التابعة لقسد، بعد بلاغ قدمه طليقها – وهو موظف في إحدى إدارات “الإدارة الذاتية”.
أمضت هبة أكثر من ثلاثة أسابيع في المعتقل، وسط أنباء عن تعرضها لتعذيب شديد، قبل الإفراج عنها لاحقًا تحت ضغط شعبي.
اللافت أن كوسا كانت تعمل في وسيلة إعلامية موالية لقسد، ما يوضح أن الولاء لا يُغني أمام تصفية الحسابات الشخصية داخل المؤسسات.
مداهمات ليلية واعتقالات جماعية في بلدة المنصورة
في بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي، داهمت قوة أمنية تابعة لقسد أحد المنازل في ساعة مبكرة من الفجر، وقامت باعتقال تسعة مدنيين من عائلة واحدة، بينهم طفل، دون تقديم أي مذكرة توقيف أو توضيح لأسباب الاعتقال.
أسماء المعتقلين:
خالد مبارك العبود
عايد مبارك العبود
عبود مبارك العبود
عواد مبارك العبود
عويد المبارك العبود
ماجد المبارك العبود
يوسف العايد العبود
فرحان الموح الصفصاف
شهود عيان تحدثوا عن تكسير محتويات المنزل وبث حالة من الهلع في صفوف النساء والأطفال.
من يحاسب قسد؟
هذه الحوادث لا تمثل حالات فردية، بل هي مؤشرات على سياسة ممنهجة لتقييد حرية التعبير وتخويف السكان.
ومع صمت الحكومة السورية وغياب الرقابة الدولية، تستمر الانتهاكات دون أي مساءلة.
نطالب بـ:
الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفية الرأي.
وقف استخدام تهم الإرهاب كسلاح سياسي.
فتح تحقيق دولي ومستقل في الانتهاكات داخل مراكز الاعتقال.
إغلاق محاكم “الإرهاب” التابعة لقسد والتي تفتقر لأي شرعية قانونية.
شارك لتصل الحقيقة إذا كنت مؤمنًا بحق الإنسان في التعبير، شارك هذا المقال وساعد في إيصال صوت المعتقلين.
مقالات قد تعجبك أيضاً
